کد مطلب:306514 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:263

نور الزهراء یؤنس وحدة خدیجة


.. و بعد، بماذا اُحدث مولاتی الجلیلة.. فقد استغنت الكلمات عن نفسها و هی تری خدیجة هائمة بأطیاف احلامها الحلوة، والتی تحدثها عن الولیدة المنتظرة،.. فلا سأم ینتابها و لا كآبة تكتنفها ما دام نورك یسعی مختلجاً بین معانی روحها و انفاسها.. فتتهامسین معها، و تتسامرین فی لیلها، بعد ما اعتكفن عنها نساء قریش، بسبب اقترانها مع صاحب الدین الجدید، و بذل كل ما لدیها من مال فی سبیل احیاء دین الحق.

فتفرقنّ عنها علها ترتد فتعود لما كانت علیه.

.. فأحست خدیجة بوحدة و غربة شدیدتین... لكنها صبرت و تحمّلت من الآلام و الآهات لاجل رسالة النبی.. اما الآن فقد جاء من یسلیها و یقویّ شوكتها و یرسخ ایمانها... فحققت خدیجة انتصاراً یلوح اُفقه.

... فاشرقت روحها بنور مضی ء یملأ حیاتها بهجة و فرحة و انطلاقاً... «و كل هذا یعود الی وجودك سیدتی بقربها اشد القرب».

اجل.. انها سعیدة ما دامت تحمل نورك و ما دامت وعاءاً لقبسك المنیر.

فصارت عیناها تغوصان فی اعماقها، تتأملان ذلك النور الذی سیحدث شیئاً خاصاً، و خاصاً جداً فی كل حیاتها، و هو یحفها بكل معانی السر الرفیعة.

وها هی عیناها تبتسمان ابتسامة الانتظار... (لحظة بزوغ نورك علی العالمین) [1] .



[1] نزهة المجالس ج 2 ص 227 لعبد الرحمن الصفوري الشافعي، ينابيع المودة ص 198 للعلامة القندوزي، الروض الفائق ص 214 للعلامة شعيب بن سعد المصري، تجهيز الجيش ص 99 (مخطوط) للعلامة حسن بن المولوي الدهلوي.